الشاعر هلال الفارع
العام كله ليس سوى قصيدة. أفراحه قصيدة غزل، وأتراحه قصيدة رثاء، ومآثره قصيدة فخر، وخيره قصيدة مدح، وشرّه قصيدة هجاء..
أغراض الحياة كلها أغراض شعرية، والمرحوم الشاعر الفذ رجا سمرين استغرق تلك الأغراض كلها، في قصائد خلّدته أبد الدهر.
ليس كثيرًا على الشعراء أن يكتبوا الشعر، لكن القلة منهم أبدعوا فيه.. ورجا سمرين في مقدمة تلك القلة، التي كان الشعر زادها وزوّادتها.
الناقد محمد المشايخ
حين تتجدد حياة المبدع رجا سمرين: سنديانة الأردن وفلسطين، وملح أرضها، وأحد أركان سلالة قهوتها المُرّة، والشجرة الباسقة التي تفيـّـأ أدباء العروبة في ظلالها وفكرها.
رجا سمرين: الذي كان دائما في الصفوف الأمامية لأي عمل وطني أو ثقافي أو اجتماعي أينما حلّ.
رجا سمرين: الذي كان يسمع بقلبه النابض وضميره الحي، ويرى بعينه الثاقبة ملامح المستقبل المشرق للوطن والأمة، وقد كان الحوار معه يُبين عن ثقافته العميقة ويكشف مناحي الجمال في شخصيته.
رجا سمرين الذي كان صادقاً في انتمائه الوطني، وأصيلاً في مواقفه الإنسانية، فانطلق في الحياة مبشراً بعالم جديد.
رجا سمرين: المبدع العروبي المثقف الواعي، بعد أن توقف قلبه عن الخفقان، وبعد أن طواه الثرى، بقيت شعلة مبادئه تنير الدروب.
رجا سمرين: الفارسُ الذي ترجـّـل، والنجمُ الذي أفل.. رجا سمرين القامة الشامخة والإرث الخالد.. رجا سمرين الذي علـّمنا درساً بان الحياة جميلة، وتستحق أن نعيشها، بشرط أن لا نكون أذلاء و لا ضعفاء.. رجا سمرين الذي أستعار كـُحل المساء ليـُزيـّن أهداب قصائده. رجا سمرين، ومن خلال هذا الموقع، سيظل يستقبل دعوات وأمنيات قرائه وأحبائه الذين يبعثون لروحه السلام.
هناك من يموت فتبكيه أسرته، وهناك من يموت فيبكيه الأصدقاء، وأنت يا د. رجا سمرين بكاك الوطن، فإلى رحاب الخلد يا أديبنا الكبير، ومعلمنا الأكبر، نورك سيبقى ساطعاً، وستظل من خلاله على قيد الحياة، تطالع فيه أسرتك وعشيرتك ويطالع فيه كل محبيك وكل شرفاء الوطن ومبدعيه ما سطره يراعك، وما أبدعه الآخرون عنك، فنور الكبار لا يتضاءل أبداً.
الشاعرة مريم الصيفي
في ليلة مباركة، لمعت شرارة انتفاضة الحجارة في الثامن من كانون الأول عام ١٩٨٧ م ، كانت مشاعر الفرح تعترينا بنصر قريب على عدونا الشرس؛ وفرحا بتلك الانتفاضة تدفق الشعر لدينا. وأقيمت أمسيات شعرية كثيرة في أماكن متعددة في الكويت شارك فيها الكثير من الشعراء من فلسطين ومن أقطار عربية أخرى…
في ذلك الوقت، جاءت الفكرة ان نجتمع أسبوعيا في بيت من بيوت الشعراء والشاعرات.
وقد طرح الفكرة أستاذنا وشاعرنا الكبير أخي د.رجا سمرين رحمه الله، وكان اللقاء الأول في بيته. وتتالت اللقاءات بعد ذلك في بيوتنا.
واستمرت لقاءاتنا طوال عامين، وكانت معظمها في منزلنا فقد اعتمد صالون مريم الصيفي الأدبي في الكويت. وبعد عودتي من الكويت الى الأردن تابعت مسيرتي في لقاءات هذا الصالون الأدبي بحضور شعراء وأدباء متعددين وكان أخي د، رجا سمرين هو الذي يدير تلك الجلسات الأدبية الراقية بدراية واقتدار .
وأقول له : إن غاب جسدك فقد ظل أثرك الطيب شعرًا وأدبًا وعلمًا وسيرة عطرةً رايةً تخفق في سماء الأدب والثقافة والحرية التي شئتها لفلسطيننا الحبيبة ولوطننا العربي الكبير …. وغنيت لها بحروفك الندية العطرة، وسوف تظل حروفك حافزا لكل جيل على نيل الحرية والخلاص من كابوس الاحتلال….رحمك الله وأكرم مثواك.
